إندبندنت: أزمة تكاليف المعيشة تجبر أمهات بريطانيا على الإجهاض

إندبندنت: أزمة تكاليف المعيشة تجبر أمهات بريطانيا على الإجهاض

وصل عدد حالات الإجهاض التي تم إجراؤها في إنجلترا وويلز إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من ربع مليون حالة إجهاض في عام واحد، وألقى مقدمو الخدمة باللوم في هذه الزيادة على أزمة تكاليف المعيشة وفق صحيفة الإندبندنت.

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة البريطانية أن هناك 251377 حالة إجهاض للنساء المقيمات في إنجلترا وويلز في عام 2022 بزيادة 17% على العام الذي سبقه.

وتظهر الأرقام، وهي الأعلى منذ صدور قانون الإجهاض، أن الذين يعيشون في المناطق الأكثر حرمانًا في إنجلترا كانوا أكثر عرضة مرتين تقريبًا لإنهاء الحمل مقارنة بالذين يعيشون في المناطق الأقل حرمانًا.

تأتي هذه الأرقام بعد أن أخبرت الأمهات صحيفة "الإندبندنت" أن الضغوط المالية كانت تدفعهن إلى إجراء عمليات الإجهاض، مع البيانات الحصرية التي قدمتها إحدى المنظمات المعنية بصحة المرأة التي وجدت أن 87% من الآباء الذين يستخدمون بالفعل دعم رعاية الأطفال يقولون إن التكلفة تمنعهم من إنجاب المزيد من الأطفال.

أظهر استطلاع جديد شمل أكثر من 1300 امرأة أجرته الخدمة الاستشارية للحمل الرائدة في مجال الإجهاض في بريطانيا (BPAS)، أن العوامل المالية أثرت على قرار إجراء الإجهاض لحوالي 6 من كل 10 نساء، وقال ما يزيد قليلا على ثلث النساء إنهن لم يتمكن من الحصول على وسائل منع الحمل التي يرغبن فيها أو أنهن يعانين من التأخير ما يؤدي بدوره إلى الحمل غير المرغوب فيه ومن ثم الإجهاض.

وتظهر البيانات أن أكبر الزيادات في معدلات الإجهاض من عام 2012 إلى عام 2022 كانت بين النساء التي تتراوح أعمارهن بين 25 و29 عاما، حيث ارتفعت من 22 لكل 1000 إلى 31 لكل 1000.

وقالت الرئيس التنفيذي لـ BPAS هايدي ستيوارت، إن النساء شاركن قصصًا مفجعة حول إجبارهن على إنهاء حالات الحمل المرغوبة لأسباب مالية، وتابعت: فرضت أزمة تكلفة المعيشة ضغوطا على النساء والأسر، حيث اضطر الكثير منهم إلى الاختيار بين الاستقرار المالي وإنجاب طفل.

غلاء المعيشة

تشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.

وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.

دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية"، فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود.

وارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية